مع تغير المناخ.. هل اليمن مهددة بالحرائق؟

تحرير نجم المريري

 

رغم شحّ الغابات في اليمن، تتزايد حوادث الحرائق في مناطق مختلفة من البلاد، مما يثير القلق بشأن المخاطر البيئية والاقتصادية التي تهدد البيئة الهشة في البلاد. فالتحولات المناخية التي يشهدها العالم باتت تؤثر حتى على المناطق التي لا تعرف بالغابات الكثيفة، حيث تلعب التغيرات الحادة في الطقس دوراً في خلق بيئة مناسبة لاندلاع الحرائق.

 

في محافظة حضرموت، على سبيل المثال، شهدت السنوات الأخيرة سلسلة من الحرائق المدمرة. في مطلع عام 2024، شب حريق أدى إلى تفحم 100 نخلة و40 خلية نحل، فيما تسبب حريق في عام 2023 في احتراق 150 نخلة، أما عام 2022 فقد كان شاهداً على حريق ضخم في وادي عسد الجبل أتى على 500 نخلة. هذه الحوادث لا تهدد فقط البيئة، بل تضرب في صميم الاقتصاد الزراعي الذي يعتمد عليه المزارعون المحليون كمصدر رزق رئيسي.

إن تكرار حرائق مزارع النخيل في حضرموت هو تذكير صارخ بأن تغير المناخ قد يضاعف من تحديات اليمن البيئية والاقتصادية، وأن الاستعداد لهذه الظواهر أصبح ضرورة ملحة.

ولم تقتصر الحرائق على حضرموت. في أرخبيل سقطرى، اندلع حريق في منطقة “معابض” هذا العام، التهم مساحات واسعة من مزارع النخيل. ورغم محاولات الأهالي إخماده بوسائل بدائية، إلا أن الحريق أتى على غالبية المزارع. وفي مارس الماضي، تعرضت إحدى المحميات الطبيعية في الأرخبيل لحريق هائل أدى إلى احتراق عدد من أشجار دم الأخوين النادرة، ما يشكل تهديداً إضافياً للتنوع البيولوجي في المنطقة.

التقلبات المناخية التي تضرب العالم تسهم بشكل متزايد في خلق ظروف مثالية لاندلاع الحرائق. ففترات الجفاف الطويلة التي تعقبها أمطار غزيرة تؤدي إلى نمو نباتي سريع، يتحول مع الجفاف إلى وقود مثالي لحرائق محتملة. هذا السيناريو لم يعد مقتصراً على مناطق مثل لوس أنجلوس، بل يقترب تدريجياً من اليمن، الذي يعاني أساساً من التصحر وشح الموارد المائية.

 

إن تكرار حرائق مزارع النخيل في حضرموت هو تذكير صارخ بأن تغير المناخ قد يضاعف من تحديات اليمن البيئية والاقتصادية، وأن الاستعداد لهذه الظواهر أصبح ضرورة ملحة. ومع استمرار التصحر وشحّ الموارد المائية في اليمن، يصبح من الضروري اتخاذ تدابير وقائية لحماية الغطاء النباتي الهش.

متعلق

مشاكل بيئية بارزة في اليمن وحلول مقترحة

 

كيف يمكن تفادي حدوث الحرائق؟!

يشير خبراء إلى جملة نصائح يمكن أن تشارك في تفادي حدوث الحرائق أو تحجيم مخاطرها، من ذلك:-

  •  إزالة الأعشاب الجافة والمخلفات النباتية من المناطق القريبة من المزارع والمنازل.
  •  توفير وسائل إطفاء بدائية في المناطق الزراعية النائية مثل خزانات مياه وأكياس رمل.
  • تنظيم حملات توعية للسكان حول مخاطر الحرائق وكيفية التصرف عند اندلاعها.
  •  تجنب إشعال النيران بالقرب من المزارع أو الغابات، خاصة في أوقات الجفاف والرياح الشديدة.
  •  تعزيز الحراسة على المحميات الطبيعية للحد من الحوادث المفتعلة.
  • دعم المجتمعات المحلية بمعدات حديثة لمكافحة الحرائق وتدريب فرق استجابة سريعة.

بات من الضروري تكاتف الجهود للحد من تكرار هذه الكوارث البيئية وحماية الغطاء النباتيا لهش في اليمن.

 

اقرأ أيضاً