التغيرات المناخية والصراع المسلح في اليمن.. ندوة في مدينة جنيف

نظمت رابطة معونة لحقوق الإنسان والهجرة بالشراكة مع مركز جنيف للعدالة ندوة حقوقية عن تاثيرات التغيرات المناخية في اليمن في عصر الاثنين ٧ اكتوبر في قصر الامم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية على هامش انعقاد الدورة ٥٧ لمجلس حقوق الانسان بالامم المتحدة وبحضور خبراء وناشطين حقوقيين ومسؤولين حكوميين يمنيين ومنظمات دولية مهتمة .

وفي الندوة التي افتتحها السيد غويتري بويري ممثل عن الرابطة ومركز جنيف الدولي للعدالة بكلمة قصيرة عن اهمية انعقاد هذه الندوة في ظل هذه الأوضاع التي تعيشها اليمن ، وان الرابطة والمركز يتشاركا هذه القضية الحقوقية الهامة وخاصة بعد ظهور تأثيرات التغيرات المناخية الحادة في الفيضانات التي ضربت اليمن خلال منتصف هذا العام وان الرابطة والمركز قد وجهتا عدة نداءات عالمية لاغاثة مئات الآلاف من المتضررين وأوصلتا القضية إلى المنصات الدولية ودورات مجلس حقوق الإنسان بالامم المتحدة من خلال عدة إحاطات ولقاءات بهدف لفت نظر المجتمع الدولي إلى حجم هذه الكارثة الإنسانية ودعم المتضررين منها .

وفي الندوة تم الترحيب بالمشاركين وتم إتاحة الفرصة للمشاركين لتقديم إحاطاتهم ، حيث قال وكيل أول محافظة الحديدة وليد القديمي خلال كلمته في الدورة 57 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان بجنيف، أن الحديدة ليست مجرد مشكلة محلية، بل هي تجسيد للأزمات العالمية حيث تتداخل الأزمات الإنسانية مع التغيرات المناخية والصراعات المسلحة، ولولا اتفاق استكهولم الذي حال دون تحرير محافظة الحديدة، لما تمكنت ميليشيات الحوثي الإرهابية من استغلال الموانئ والسواحل واستخدامها لأغراض عسكرية تهدد السلم والأمن المحلي والدولي.

وطالب القديمي المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته بتقديم الدعم الضروري لمحافظة الحديدة، وفتح الممرات الإنسانية، وتسهيل وصول المساعدات، وإزالة الألغام التي تشكل تهديداً لحياة المدنيين.

واوضح القديمي أن السلطة المحلية بالمحافظة، بتوجيهات من مجلس القيادة الرئاسي، وبالتنسيق مع خلية الأعمال الإنسانية في الساحل التهامي الغربي، تعمل على التخفيف من معاناة السكان وفق الإمكانيات المتاحة، بتعاون المنظمات الإنسانية والحقوقية في تنفيذ المشاريع الإنسانية على الأرض، لمساعدة جميع المتضررين.

مؤكدا ان موانئ الحديدة كانت شريان حياة لليمنيين والعالم بأسره، وحولتها اليوم جماعة الحوثي إلى قواعد عسكرية.

وثمن دور الدول الشقيقة التي تقف إلى جانب اليمن في هذه الظروف الصعبة، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، وبقية الدول والصناديق المانحة اللذين استجابوا لنداء الاستغاثة التي أطلقتها الحكومة اليمنية عقب كارثة الفيضانات والسيول الأخيرة، وعلى دعمها المستمر والمتواصل في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية. هذا الدعم الذي يشمل جهودًا كبيرة تسهم في إنقاذ أرواح المدنيين، وإعادة الأمل والاستقرار لليمن وشعبه.

بعد ذلك شارك الاخ عبدالله الحبيشي المدير التنفيذي لخلية الأعمال الإنسانية في الساحل الغربي لليمن باحاطة في الندوة ( عبر الفيديو ) اوضح فيها دور الخلية في معالجة التأثيرات المناخية في اليمن التي حدثت في الفترة الماضية وخاصة على القطاعات الاتية :
– المياه والاصحاح البيئي.
– ⁠سوء التغذية
– الأمن الغذائي والزراعي وسبل المعيشة
– ⁠⁠الإيواء ومخيمات النازحين
-سبل العيش وإغاثة المتضررين

وثمن الحبيشي في إحاطته الإستجابة الإنسانية السريعة لجمعية الهلال الاحمر الاماراتي ودولة الإمارات والسعودية والكويت ودعمهم السخي للخلية والحكومة اليمنية من اجل معالجة احتياجات هذه القطاعات وكذلك للمتضررين من السيول الجارفة غير المسبوقة وخاصة في محافظات الحديدة وتعز ، كما طالب الحبيشي المجتمع الدولي إلى مضاعفة الدعم الدولي للخلية والمنظمات الانسانية الإغاثية العاملة في اليمن في مجالات التغير المناخي لاغاثة المتضررين والوقاية من تلك التأثيرات مستقبلا .

وألقى الناشط الحقوقي محمد المهدي احاطة في الندوة ركز فيها على تفاصيل النقاط التالية :
– التأثيرات المناخية في زمن الحرب والتحديات المضاعفه التي كانت نتاج عدم تعامل المليشيا الحوثية الحاكمة لأجزاء من اليمن بمسؤولية من خلال :
-رفضها التعامل مع أي جهود تحد من تفاقم المشكلة
-تجريم عمل المنظمات الإنسانية واعتقالاتها التي طالت عشرات العاملين فيها
-التركيز على المحافظات المنسيه كالمحويت وحجة ونقل حديث لبعض المتضررين
-دور الميليشيات المسلحة الحوثية نموذج في زراعة الالغام
-الهجمات الحوثية في البحر الأحمر على ناقلات النفط ودورها في تفاقم المشكلة
-النداءات التي اطلقتها الحكومة والمنظمات الدولية وضرورة التعامل معها بمسؤولية .

وفي ختام الندوة تم استعراض فيديوهات التدخلات الإنسانية التي نفذتها خلية الاعمال الإنسانية ومحافظة الحديدة في اغاثة الضحايا والمتضررين من كارثة السيول التي ضربت اليمن مؤخرا والتحديات التي تواجههما .
وتم فتح باب الأسئلة للحاضرين والإجابة عليها والخروج بتوصيات مهمة للعمل مستقبلا من اجل تعزيز العدالة المناخية وإغاثة الضحايا في اليمن والتوعية بمخاطر الكوارث المناخية مستقبلا .

الجدير بالذكر ان الندوة نظمتها رابطة معونه لحقوق الإنسان والهجرة وهي منظمة يمنية حاصلة على الصفة الاستشارية بالامم المتحدة بالشراكة مع مركز جنيف الدولي للعدالة ، والذي وجه المشاركين في الندوة كل الشكر والتقدير لجهودهم المبذوله في سبيل إيصال هذه القضية للمجتمع الدولي .

اقرأ أيضاً