اليمن في مواجهة تطرف المناخ.. ما يجب فعله؟

الباحث مساعد عقلان*

فيضانات في محافظة المهرة شرق اليمن

التغيرات المناخية هي السبب الرئيسي لما يجري حاليا في اليمن من امطار غزيرة وفيضانات وارتفاع في درجات الحرارة ودورات الجفاف. الاحداث المناخية المتطرفة ومتوسط التساقط المطري في تزايد مستمر منذ العام 2015.

 

مما يعني ان الامر لن يتوقف عند هذا الحد الذي نشاهده هذا العام من فقدان للأرواح وتدمير للممتلكات العامة والخاصة، ولكن قد نرى العام القادم اسوء مما يحصل اليوم. والمشكلة في اليمن ليست في كمية الامطار وانما في عزارتها والفيضانات واسعة النطاق التي تنتج عنها في وقت قصير مما يتسبب في فقدان الأرواح وأضرار ودمار للمباني والبنية التحتية والأراضي الزراعية.

 

السدود الكتلية او الخرسانية الكبيرة وبالرغم من مشاكلها وتقادمها وأثرها السلبي خصوصا على من هم اسفل المصب لكنها تمثل جزء بسيط من مشاكل الامطار الغزيرة والسيول التي تواجها اليمن اليوم بسبب التغيرات المناخية. اليمن اليوم من أكثر الدول تأثرا من تغير المناخ ومن اقلها استعدادا لمواجهة هذه التحديات.

 

ما يجب القيام به وعلى المدى القصير هو تعاون مجتمعي ورسمي واسع النطاق لصيانة مجاري الوديان الرئيسية وإزالة أي معوقات او استحداثات فيها. بحيث يتم العمل ابتداءً من اعلى المصب و المرتفعات والجبال المحيطة بالمدن والتجمعات السكنية والعمل على صيانة مجاري السيول وعلى امتداد المجرى من الاعلى الى الادنى وتفعيل التقنيات القديمة قدر الامكان وعمل المعاقم اللازمة والمخارج المناسبة للمياه الى الأرضي المفتوحة وبما لا يؤدي الى نقل المشكلة من منطقة الى اخرى.

 

في المدن التي توجد فيها شبكات لتصريف مياه الامطار حتى وان كانت سعاتها التصميمية لا تتناسب مع كمية الجريان الحاصل اليوم الا ان تنظيفها وصيانتها والعمل على إيجاد مخارج تصريف للمياه في المناطق التي لا تحتوي على شبكات تصريف، سيساعد في تقليل مخاطر الفيضانات وتأثيراتها داخل المدن.

 

المباني على الشرفات المرتفعة وفي الوديان او القريبة من مجاري السيول بما في ذلك مخيمات النازحين أيضا بحاجة الى مراجعة ومن هنا تأتي أهمية التخطيط الحضري والتدخلات الإنسانية التي تأخذ العوامل البيئية والمناخية في الاعتبار.

 

المدن الاثرية والمباني والقلاع التاريخية تاثرت ايضا وهي الاخرى بحاجة الى صيانة واهتمام بالغ من قبل الملاك والجهات الرسمية المعنية والجهات الدولية المهتمة بالتراث وعلى راسها اليونيسكو.

 

على المدى المتوسط والبعيد اليمن بحاجة الى خطط استراتيجية متكاملة للحد من وتخفيف اثار الكوارث الطبيعية وجلب التمويلات اللازمة وعمل شبكة انذار مبكر واسعة النطاق.

 

  1. مساعد عقلان باحث في شؤون المياه وتغير المناخ لدى مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية
اقرأ أيضاً