بالتزامن مع الأمطار التي شهدتها محافظة الحديدة غرب اليمن، خلال اليومين الماضيين، تداولت مواقع الكترونية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي خبرًا يدعي أن الأمطار سببها إعصار يحمل اسم “أفريكا”. لكن هذا الادعاء غير صحيح.
جاء في المنشورات المتداولة على مواقع التواصل من فيسبوك و اكس ومواقع إخبارية أن “إعصار أفريكا” يقترب من السواحل الغربية وخليج عدن “بسرعة هائلة”. وأرفق الناشرون مع الادعاء صورة إعصار ملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية.
وعلق أحد ناشري الادعاء بالقول “هناك اعصار بحري (افريكا) وراء أوضاع الحديدة الليلة.. لم تقتصر المسألة على سيول الأمطار والعواصف الرعدية”.
تأتي هذه المنشورات بالتزامن مع أمطار غزيرة شهدتها محافظة الحديدة الساحلية تسببت بوفاة وإصابة عشرات الأشخاص وتضرر آلاف المنازل والمزارع فضلًا عن نزوح آلاف العائلات، وفق صندوق الأمم المتحدة للسكان.
حقيقة الادعاء
تحقق فريق منصة أصوات خضراء من الادعاء وتبين أنه لا صحة لما تم تداوله حول اقتراب إعصار “أفريكا” من السواحل اليمنية؛ ولا وجود لإعصار بهذا الاسم.
كما أن الإعصار ليس السبب وراء الأمطار التي شهدتها محافظة الحديدة خلال الساعات الماضية؛ إذ أكد المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر أن “الأمطار الغزيرة التي تأثرت بها أغلب مناطق البلاد بسبب تعمق المنخفض الهندي الموسمي وتواجد التيار النفاث الشرقي في طبقات الجو العليا”.
وأضاف في بيان، أن “تمركُز الحزام المداري (ITCZ) ساهم في تشكل السحب الركامية الكثيفة وهطول الأمطار الغزيرة المصحوبة بالعواصف الرعدية على الشريط الساحلي الغربي وسهل تهامة والمرتفعات الجبلية المحاذية لها خلال الأيام القليلة الماضية”، مشيرًا إلى أن التوقعات الأولية تشير إلى استمرار هطول الأمطار المصحوبة بالعواصف الرعدية على المرتفعات الجبلية والسواحل الغربية والهضاب الداخلية خلال الأيام القليلة القادمة.
أما الصورة المرفقة مع الادعاء فهي في الحقيقة مضلل، إذ تعود إلى مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2018 وتظهر لحظة تشكل إعصار “مايكل” قبل وصوله إلى منطقة بانهاندل في فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية.