اجتاح سرب جراد صحراوي مناطق في مديرية بني حشيش شمال شرق صنعاء عصر أمس الجمعة، وفق ما نشرته وسائل إعلام وشهود عيان.
يثير انتشار الجراد هلع المزارعين نظرا لأنها “آفات آكلة نَهمَة تستهلك مثل وزنها في اليوم، وتستهدف المحاصيل الغذائية والغطاء النباتي”
وحذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) مرارا من أن التكاثر الصيفي للجراد الصحراوي، يمكن أن يشكل تهديداً خطيراً على مناطق الإنتاج الزراعي في اليمن ودول جنوب شرق أفريقيا.
مع أنها من أقدم الآفات المهاجرة في العالم، التي تعيث فسادا في المحاصيل في جميع أنحاء العالم منذ عدة قرون، إلا أن تغير المناخ وفر خلال العقود الأخير بيئة جيدة لتكاثر ونمو وهجرة الحشرات والآفات الضارة في مقدمتها الجراد.
مركز التنبؤات المناخية في شرق إفريقيا (ICPAC) ، ربط غزو الجراد لعدد من بلدان إفريقيا بالتغيرات المناخية التي يسببها النشاط البشري.
وكانت WMO ومركزها جنيف، قد أوضحت بأنه “على الرغم من أن الجراد الصحراوي معروف منذ زمن التوراة، بيد أن الاجتياح الأخير للجراد قد يكون مرتبطا بتغير النشاط البشري وتواتر الظواهر المناخية الشاذة”.
واستنادا إلى استنتاجات خبراء ICPAC، “التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وهطول أمطار غزيرة في المناطق الصحراوية وشدة الرياح المرتبطة بالأعاصير الاستوائية، خلقت بيئة ملائمة لتكاثر ونمو وهجرة الآفات”. ووفقا لهم، لعب الاحترار العالمي دورا في خلق هذه الظروف الملائمة لتكاثرها الحاد.
وتفيد مجلة Nature Climate Change، بأن خبراء ICPAC انتبهوا إلى ارتفاع درجة حرارة مياه المحيط الهندي، وازدياد الأعاصير الاستوائية في المنطقة، وأيضا هطول الأمطار الغزيرة التي أدت إلى حدوث الفيضانات، واعتبروها عاملا مهما لغزو الجراد. ووفقا لهم يمكن اعتبار “غزو الجراد ألأخير” ليس ناتجا عن التغيرات الحرارية فقط، بل وأيضا نتيجة زيادة الظواهر المناخية الشاذة غير المتوقعة.
وتشير WMO، إلى أن الموجة الأولى لغزو الجراد في نهاية عام 2019 دمرت خلال أشهر ديسمبر 2019 -مارس 2020 في أثيوبيا محاصيل الذرة على مساحة 114 ألف هكتار والقمح على مساحة 41 ألف هكتار ونبات السرغو (علف للحيوانات)على مساحة 36 ألف هكتار .
ويذكر أن النمو الحاد للجراد بدأ في اليمن بعد ما توفرت الظروف الملائمة لتكاثره السريع. ومن اليمن توجهت أسرابه الشرهة في الربيع إلى إفريقيا عبر البحر الأحمر إلى المناطق الشرقية من إثيوبيا وشمال -غرب الصومال، ومن هناك إلى كينيا وأوغندا وجنوب شرق جمهورية جنوب السودان وجنوب -غرب إثيوبيا.