ندوة رقمية.. لماذا شجرة دم الأخوين مهمة؟

أصوات خضراء-خاص

نضمت منصة “أصوات خضراء” المتخصصة بشؤون البيئة وتغير المناخ في اليمن ندوة رقمية حول أهمية شجرة دم الأخوين الموجودة حصراً في جزيرة سقطرى والتداعيات المحتملة على التنوع الحيوي هناك جراء انقراضها ومناقشة التدخلات الممكنة للحد من تراجع أعدادها.

زامنت الندوة يوم البيئة العالمي المحدد في الـ5 من يونيو كل عام، بمشاركة سالم حواش مدير هيئة حماية البيئة سقطرى، كاي فان دام، عالم أحياء بلجيكي، وباحث ميداني في سقطرى منذ 1999، وأحمد الرميلي رئيس مؤسسة سقطرى للتراث الثقافي.

”نشكر أصوات خضراء لاهتمامها بموضوع لطالما كان شغلنا الشاغل“ كاي فا ندام، عالم أحياء بلجيكي.

كانت اليونسكو صنفت سقطرى عام 2008 كموقع تراث عالمي طبيعي، لما تتمتع به من تنوع بيولوجي، لكن اليوم ثمة تحذيرات من أن أضرارا بالغة قد تصيب ذلك التنوع جراء فقدان الجزيرة لأشجار دم الأخوين.

كاي فان دام، عالم أحياء بلجيكي، باحث ميداني في سقطرى منذ 1999

 

خلال السنوات الثمان الماضية ، تعرضت سقطرى لزيادة في وتيرة ومدة وشدة العواصف الإعصارية التي ربطها العلماء بتغير المناخ، وكانت شجرة دم الأخوين في الواجهة.

قال سالم حواش خلال الندوة”لا توجد إحصائيات دقيقة حول تأثير العواصف على النظام البيئي للجزيرة ، لكن تنوعها البيولوجي دمر ، ولا تزال أشجار دم الأخوين المكسورة ملقاة على الأرض في بعض المناطق”.

لفت حواش إلى أن هيئة حماية البيئة التي يديرها تعد من أهم المكاتب الحكومية في سقطرى إلا أنه من المؤسف انقطاع التمويل الحكومي عنها مع الحرب ، ما اثر سلباً على نشاطها سواء في العناية بدم الأخوين أو بالأنواع الأخرى على الجزيرة.

“فقدان شجرة واحدة من دم الأخوين يعني فقدان سائح، يعني فقدان الماء، يعني فقدان الدواء، والأخطر من ذلك فقدان الهوية السقطرية”

وقلص تغير المناخ الموائل الصالحة لازدهار الشجرة بنسبة 44٪ خلال القرن العشرين ، ويتوقع العلماء أن تؤدي الظروف الأكثر جفافاً إلى خفضها بنسبة 45٪ أخرى بحلول عام 2080.

متعلق..

هذا أهم ما نعرفه عن شجرة “دم التنين” في سقطري!

وحذر كاي فندام من حلول ما وصفها بالكارثة نتيجة الانقراض المحتمل للشجرة النادرة.

قال :”أظهرت الأقمار الصناعية أن ٥٪ من أشجار دم الأخوين بدأت في الموت، بسبب التغييرات المناخية، كان أخطرها الأعصارين الذان ضربا المنطقة في ٢٠١٥”.

عالم الأحياء البلجيكي بين بأن الشجرة، دونا عن باقي أشجار الأرض، لها القدر على امتصاص المياه من الأوراق وإلى الجذور وليس فقط العكس!

“تخبي شجرة دم الأخوين غيمات صغيرة في متنها، ما إن تهز جذعها يمتلىء كفك بالماء”، موضحا بإن الشجرة وفق ما يسمها الهطول الأفقي تلتقط الماء من البيئة المحيطة، كرطوبة الهواء وتحقن به التربة.

“الأساطير الأخرى بما في ذلك التي تزعم بأن الشجرة نبتت من دم هابيل الذي قتله أخوه قابيل، وهما ولدا النبي آدم، روايات دخيلة”.

وتتعرض شتلات الشجرة بحسب كاي، للرعي المفرط لا سيما وأنها بحاجة لتسعين عاما على الأقل كي تصبح قوية وكبيرة وبعيدة عن خطر الأغنام.

“تمتلك سقطرى ٩٠- ١٠٠ ألف شجرة وهو ما يُعادل إحصائيا عدد سكان سقطرى، وللحفاظ على الشجرة لا بد من مبادرات تشجع كل مواطن على زراعة أو العناية بشجرة واحدة على الأقل”. قال فاندام.

وأسف الباحث لأن “فقدان شجرة واحدة من دم الأخوين يعني فقدان سائح، يعني فقدان الماء، يعني فقدان الدواء، والأخطر من ذلك فقدان الهوية السقطرية”. حد تعبيره.

أحمد الرميلي بدوره ذكر الاستخدامات المتعددة لشجرة دم الأخوين في الأغراض الطبية، المنزلية، أو الحياتية منوها بالسلبي منها.

وعدد قوانين عرفية منضمة لعملية الحصاد منها “أنه لا يتم إلا بعد كل ثلاث سنوات أي بعد تعافي الشجرة، كذلك تتراوح مدة الحصاد بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ليس أكثر، الأمر الآخر لابد أن يكون المشتري جاهز لشراء كل كمية دم الأخوين حتى لا يبقى شي يتلف” لكن “ضعف تطبيقها في الوقت الحاضر”. كما يقول.

وقدّم رئيس مؤسسة سقطرى للتراث الثقافي أسطورة شعبية متداولة في الأوساط السقطريةِ حول سبب وجود شجرة دم الأخوين هكذا على نوعها الغريب. تقول الأسطورة إن ملاكا مر على عجوز بينما كانت تجني ثمار هذه الشجرة التي كانت تشبه النخيل لكنها تذرعت بإن الثمار غير صالحة للأكل الآدمي قبل أن تغدو كذلك بالفعل بسبب دعوة من الملاك الغاضب.

أكد الرميلي بأن هذه الأسطورة هي الموجودة في الموروث الثقافي المحلي بينما الأساطير الأخرى بما في ذلك التي تزعم بأن الشجرة نبتت من دم هابيل الذي قتله أخوه قابيل، وهما ولدا النبي آدم، فهي روايات دخيلة.

أدار الندوة الإعلامي محمد علي محروس وكان في الترجمة الفورية الأستاذ حلمي عبدالعزيز.

وشكر المتحدثون أصوات خضراء على إتاحة الفرصة لهم بالحديث في الندوة التي حد قولهم الأولى من نوعها.

نضمت الندوة تزامنا مع اليوم العالمي للبيئة

 

قال كاي فاندام :”نشكر أصوات خضراء لاهتمامها بموضوع لطالما كان شغلنا الشاغل، وبقدر ما يعنيه لنا من أهمية فإننا نشكرها كما نشجع المبادرات المجتمعية في سقطرى وندعو المنظمات لتقديم الدعم اللازم لأهمية الشجرة عالميا”.

 

لمن يريد/تريد حضور الندوة كاملة يرجى:

انقر هنا

رمز الدخول: pxi7q&Gv

اقرأ أيضاً